قال مستأجر بولس: فالمسيح تكلم
في المهد، ومحمد لم يتكلم حتى كبر.
ابتسم عبد القادر، وقال: إن المسيح u لم يتكلم في المهد إلا ليبرئ أمه من اتهام
اليهود، ويبرئ نفسه من عبوديتكم له، لقد ذكر القرآن الكريم قول المسيح في مهده،
والذي لخص حياته وووظيفته، فقال تعالى على لسانه:﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ
آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ
أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾ (مريم:30-33)
ومع ذلك، فقد وردت الأسانيد المخبرة
بنطق صبي في المهد يشهد لمحمد a
بالرسالة، فقد حدث بعض الصحابة، قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ووجهه مثل دارة القمر، ورأيت
منه عجبا، جاءه رجل بغلام يوم ولد فقال له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: يا غلام من أنا؟ فقال: أنت رسول الله
قال: صدقت بارك الله فيك.
قال: ثم إن الغلام لم يتكلم بعد
حتى شب فكنا نسميه (مبارك اليمامة)[1]
بل إنه a أنطق لها البكم ليشهد له بالرسالة، ففي
الحديث: جاءت امرأة بابن لها قد شب إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا لم
يتكلم منذ ولد، فقال لها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أدنيه مني)، فأدنته منه، فقال: (من أنا؟)، فقال: أنت رسول الله.
انقلاب الأعيان:
مستأجر بولس: لقد روي عن المسيح
شيء عظيم لم يفعله نبيكم.
عبد القادر: نحن لا نقيم هنا
مسابقة بينهما، فكلاهما نبي لله.