الكعبة فقال: يا أهل مكة، أنأكل الطعام
ونلبس الثياب وبنو هاشم والمطلب هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم؟ والله لا أقعد حتى
تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة، ثم قال بقية الخمسة نحواً من هذا الكلام، ثم قام
المطعم ابن عدى الى الصحيفة فمزقها، ثم انطلق هؤلاء الخمسة ومعهم جماعة، الى بنى
هاشم وبنى المطلب ومن معهم من المسلمين فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم.
الإذية
النفسية:
لم يكتف أعداء محمد a بكل ذلك، بل كانوا منذ بدء الدعوة
يستعملون كل ما تملي عليهم شياطينهم من أساليب الإذية النفسية، حيث وصفوه بالجنون
والسحر، وإنشاء الشعر مع إيمانهم وتيقنهم بأنه a بريء من كل ذلك.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض
أقاويلهم:
ومنها رميهم له بالجنون، كما قال تعالى
حاكيًا عنهم:﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ
إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ (الحجر:6)، وقال تعالى:﴿ وَإِنْ يَكَادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ (القلم:51)
وهو نفس ما رمي به غير رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من الأنبياء، كما قال تعالى:﴿
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾
(الشعراء:27)، وقال تعالى:﴿ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ
مَجْنُونٌ﴾ (الذريات:39)، وقال تعالى:﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ
مَجْنُونٌ﴾ (الذريات:52)، وقال تعالى:﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ
نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ (القمر:9)
ومنها رميهم له بالسحر، كما قال
تعالى:﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ
أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ
عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾