وهو نفس ما رمي به غير رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من الأنبياء، كما قال تعالى:﴿
قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ﴾
(لأعراف:109)، وقال تعالى:﴿ قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا
جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ﴾ (يونس:77)، وقال
تعالى:﴿ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ
مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى﴾
(طـه:63)
ومنها رميهم له بالشعر، مع علمهم بأن
القرآن الكريم ليس له أوزان الشعر ولا طريقته قال تعالى:﴿ بَلْ قَالُوا
أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ
كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ﴾ (الانبياء:5)، وقال تعالى:﴿
وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾
(الصافات:36)، وقال تعالى:﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ
رَيْبَ الْمَنُونِ﴾ (الطور:30)، وقال تعالى:﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ
شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ﴾ (الحاقة:41)
ومنها رميهم له بالكهانة، كما قال
تعالى:﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا
مَجْنُونٍ﴾ (الطور:29)، وقال تعالى:﴿ وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ
قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (الحاقة:42)
ومنها احتقاره ورؤية قصوره عن هذه
المرتبة الرفيعة، كما قال تعالى:﴿ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا
الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ (الزخرف:31)
وغيرها من أصناف الافتراءات التي ووجه
بها سائر الأنبياء ـ عليهم السلام ـ
وقد حدث ابن عباس عن بعض تلك الافتراءات
التي قوبل بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في
مكة المكرمة، فذكر أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له فبلغ
ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً، فقال: لم؟ قال:
ليعطوكه، وإنك آتيت محمدًا لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش أنّي من أكثرها
مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك إنك منكر له أو إنّك كاره له. قال: وماذا
أقول؟، فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منّي