فمن الجنود الذين حموا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من مؤامرات أعدائه جند الرعب الذي يملأ
قلوب من يقترب من جنابه الشريف، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجند في في موقف من مواقف نصرة الدين،
فقال:﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا
أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ
وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران:151)، وقال تعالى:﴿ إِذْ
يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا
سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ
الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ (لأنفال:12)، وقال
تعالى:﴿ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ
صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ
وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾ (الأحزاب:26)، وقال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي
أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ
الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ
حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ
وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾
(الحشر:2)
وقد ذكر المؤرخون وعلماء
السيرة الكثير من الأمثلة على هذا النوع من الجند:
فممن دكهم هذا الرعب الذي أيد الله به نبيه a أبو جهل، فقد رويت عنه الروايات الكثيرة المنبئة عما
تعرض له من تخويف رباني نتيجة همه بإيذاء محمد a:
ومما يروى من ذلك: قال أبو
جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم[1]؟
قال: قيل: نعم فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن
وجهه في التراب.
فأتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته، فما فجئهم منه
إلا وهو ينكص على