عقبيه[1]،
ويتقي بيديه، فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار، وهولاً وأجنحة.
وقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يبين كيف حماه الله تعالى: (لو دنا مني
لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا)[2]
وفي حديث آخر عن العباس قال: كنت يوما
جالسا في المسجد، فأقبل أبو جهل، فقال: ان لله علي ان رأيت محمدا ساجدا ان أطأ على
رقبته، فخرجت على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى
دخلت عليه، فأخبرته بقول أبي جهل، فخرج غضبانا حتى أتى المسجد فعجل قبل أن يدخل من
الباب، فاقتحم الحائط فقلت: هذا يوم شر فاتزرت واتبعته[3].
وفي حديث آخر عن ابن عباس قال: قال أبو
جهل: يا معشر قريش، ان محمدا قد أبى الا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه
أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني لأعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر فإذا سجد في صلاته فضحت
به رأسه، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا
وقام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يصلي، وقد غدت قريش، فجلسوا في
أنديتهم ينظرون، فلما سجد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه ثم رجع، منتقعا
لونه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، فأتى قريشا، فقالوا له: مالك؟
قال: لما قمت إليه عرض لي فحل من الابل، فوالله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته، ولا
أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلني، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ذاك جبريل، لو دنا مني