وفي حديث آخر عن ابن عباس قال: مر أبو
جهل بالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يصلي، فقال: ألم أنهك أن
تصلي يا محمد، لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا مني فانتهره النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال جبريل: فليدع ناديه سندع الزبانية،
فوالله لو دعا ناديه لاخذته زبانية العذاب [2].
ومنهم النضر بن الحارث، فقد روي عن عروة أن
النضر بن الحارث كان يؤذي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ويتعرض له، فخرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يوما يريد حاجته في نصف النهار في حر
شديد، فبلغ أسفل من ثنية الحجون، فرآه النضر بن الحارث، فقال: لا أجده أبدا أخلى
منه الساعة، فأغتاله، فدنا الى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثم انصرف راجعا مرعوبا إلى منزله، فلقي
أبا جهل، فقال: من أين؟ قال النضر: اتبعت محمدا رجاء أن أغتاله وهو وحده، فإذا
أسود تضرب بأنيابها على رأسي فاتحة أفواهها فذعرت منها ووليت راجعا، فقال أبو جهل
ـ الذي أصابه من قبل ما أصابه ـ: هذا بعض سحره[3].
ومنهم دعثور بن الحارث الغطفاني، فقد روي
في الحديث: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فبلغ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن جمعا من غطفان من بني ثعلبة
بن محارب بذي أمر، قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، معهم رجل يقال له: دعثور بن الحارث،
فخرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في أربعمائة وخمسين رجلا، ومعهم
أفراس، فهزمت منه الاعراب فوق ذروة من الجبال، ونزل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذا أمر فعسكر به، وأصابهم مطر كثير،
فذهب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لحاجته، فأصابه ذلك المطر فبل
ثوبه، وقد جعل وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه، ثم نزع ثيابه فنشرها