لتجف، وألقاها على شجرة، ثم اضطجع تحتها
والأعراب ينظرون، فقالت لدعثور وكان سيدها وأشجعها: قد أمكنك محمد، وقد انفرد من
أصحابه، حيث أن غوث بأصحابه لم يغث حتى تقتله، فاختار سيفا من سيوفهم صارما، ثم
أقبل حتى قام على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالسيف مشهورا فقال: يا محمد، من يمنعك مني اليوم؟ فقال a: (الله عز وجل)، ودفع جبريل في صدره
فوقع السيف من يده، فأخذه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وقام على رأسه، فقال: (من يمنعك مني؟) قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا
اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، لا أكثر عليك جمعا أبدا، فأعطاه سيفه ثم أدبر،
ثم أقبل بوجهه فقال: والله، لأنت خير مني، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أنا أحق بذلك منك)
فأتى قومه فقالوا: أين ما كنت تقول،
والسيف في يدك، قال: قد كان والله ذلك، ولكن نظرت إلى رجل أبيض طويل، فدفع في
صدري، فوقعت لظهري، وعرفت أنه ملك، وشهدت أن محمدا رسول الله.
ومنهم غورث بن الحارث، فعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة،
تركناها لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وان
رجلا من بني محارب يقال له غورث قال لقومه من غطفان: لأقتلن لكم محمدا، فنزل رسول
الله a تحت ظل شجرة، فعلق سيفه، فنمنا
نومة، فإذا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يدعونا، فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس فقال: (إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم،
فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فسقط
[1] رواه البيهقي، وقال: روي في غزوة ذات
الرقاع قصة أخرى، مثل هذه، فان كان الواقدي قد حفظ ما ذكر في هذه الغزوة فكانت
قصتان.