ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي
الله a القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف،
بربه يقول: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه
العصابة من أهل الاسلام لاتعبد في الارض)، فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة
حتى سقط رداؤه عن منكبيه.. فأنزل الله تعالى:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ
مُرْدِفِينَ﴾ (لأنفال:9)، فأمده الله تعالى بالملائكة[1].
وقد ذكر الكثير ممن حضر غزوة بدر
مشاهدتهم للملائكة ـ عليهم السلام ـ التي نزلت لتنصرهم، ومجموع هذه الروايات يفيد
القطع بنزولهم كما وعد الله تعالى:
فعن علي قال: بينما أنا أمتح من قليب بدر
جاءت ريح شديدة ما رأيت مثلها قط، ثم ذهبت، ثم جاءت ريح شديدة لم أر مثلها قط إلا
التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح شديدة، قال: فكانت الريح الاولى جبريل a، نزل في ألف من الملائكة، وكانت الريح
الثانية ميكائيل نزل في ألف من الملائكة عن يمين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكانت الثالثة إسرافيل نزل في ألف من
الملائكة عن ميسرة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فلما هزم الله تعالى أعداءه حملني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على فرسه، فجمزت بي، فلما جمزت خررت على
عنقها فدعوت ربي فأمسكني، فلما استويت عليها طعنت بيدي هذه في القوم حتى خضبت هذا،
وأشار إلى إبطه [2].
وعن ابن عباس عن رجل من بني غفار قال:
حضرت أنا وابن عم لي بدرا، ونحن على شركنا، فإنا لفي جبل ننظر الوقعة على من تكون
الدبرة فننتهب، فأقبلت سحابة، فلما دنت من الجبل سمعنا فيها حمحمة وسمعنا فيها
فارسا يقول: أقدم حيزوم، فأما صاحبي فانكشف قناع
[1] رواه ابن أبي شيبة والامام أحمد ومسلم
وأبو داود والترمذي وغيرهم.