وكانت الريح قد جاءتهم بصورة يحبونها
فانتهضوا مستبشرين يصيحون هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا، فأجابهم هود u بلسان العارف بربه:﴿ بَلْ هُوَ
مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (الأحقاف:24)
وقد أمد الله نبيه محمدا a بجند الريح يوم تحزبت الأحزاب تبغي
استئصال شأفة المسلمين، قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرًا ﴾ (الأحزاب:9)، فالريح من الجنود المرئية، وغيرها من الجنود غير
المرئية.
وقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هذا النوع من الجند، فقال: (نصرت
بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور)[1]
وقد روي بأسانيد كثيرة كيفية ذلك:
فعن سعيد بن جبير قال: لما كان يوم
الخندق أتى جبريل ومعه الريح، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حين رأى جبريل: (ألا أبشروا) ثلاثا،
فأرسل الله تعالى عليهم الريح، فهتكت القباب، وكفأت القدور، ودفنت الرجال، وقطعت
الاوتاد، فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد، وأنزل الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ
جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ
اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً﴾ (الأحزاب:9)[2]
وعن قتادة قال: بعث الله تعالى عليهم
الريح والرعب كلما بنوا قطع الله أطنابه، وكلما ربطوا دابة قطع الله رباطها، وكلما
أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، حتى لقد ذكر لنا: أن سيد كل حي يقول: يا بني فلان،
هلم إلي حتى إذا اجتمعوا عنده قال: (النجاة النجاة، أتيتم) لما بعث