وعن قتادة قال: كان النعاس أمنة من الله،
وكان النعاس نعاسين: نعاس يوم بدر، ونعاس يوم أحد، وكانت ليلة الجمعة، وبين
الفريقين قوز من الرمل[1].
يقول سيد قطب مبينا سر هذا الجندي المؤثر
من جنود الله: (ما قصة النعاس الذي غشي المسلمين قبل المعركة فهي قصة حالة نفسية
عجيبة، لا تكون إلا بأمر الله وقدره وتدبيره.
لقد فزع المسلمون وهم يرون أنفسهم قلة في
مواجهة خطر لم يحسبوا حسابه ولم يتخذوا له عدته، فإذا النعاس يغشاهم، ثم يصحون منه
والسكينة تغمر نفوسهم؛ والطمأنينة تفيض على قلوبهم، وهكذا كان يوم أحد، تكرر
الفزع، وتكرر النعاس، وتكررت الطمأنينة)
ثم حدث عن نفسه، فقال: (وقد كنت أمر على
هذه الآيات، وأقرأ أخبار هذا النعاس، فأدركه كحادث وقع، يعلم الله سره، ويحكي لنا
خبره، ثم إذا بي أقع في شدة، وتمر عليّ لحظات من الضيق المكتوم، والتوجس القلق، في
ساعة غروب، ثم تدركني سنة من النوم لا تتعدى بضع دقائق، وأصحوا إنساناً جديداً غير
الذي كان، ساكن النفس، مطمئن القلب، مستغرقاً في الطمأنينة الواثقة العميقة.. كيف
تم هذا؟ كيف وقع هذا التحول المفاجئ؟ لست أدري! ولكني بعدها أدرك قصة بدر وأُحد..
أدركها في هذه المرة بكياني كله لا بعقلي، وأستشعرها حية في حسي لا مجرد تصور،
وأرى فيها يد الله وهي تعمل عملها الخفي المباشر، ويطمئن قلبي.
لقد كانت هذه الغشية، وهذه الطمأنينة،
مدداً من أمداد الله للعصبة المسلمة يوم بدر)[2]
الرعب:
وهو جند من جند الله، وقد أنزله الله
تعالى على من يتجرأ على حرب المؤمنين، قال