أخبرنا عن نفسك، فقال: (أنا دعوة أبي
إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى
من أرض الشام)[1]
وقد ذكرت بعض النسوة الحاضرات مولده a هذه الأنوار، فعن عثمان بن أبى العاص،
قال: حدثتني أمي، أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ليلة ولدته، قالت: فما شئ أنظره في
البيت إلا نور، وإنى أنظر إلى النجوم تدنو حتى إنى لأقول: لتقعن على[2].
وقد اشتهر هذا النور الذي ظهر وقت ولادته
a في قريش وكثر ذكره فيهم، وإلى
ذلك أشار عمه العباس في قوله في مدح النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض
وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النو
ر وسبل الرشاد نخترق
وقد قال الشاعر يذكر تلك الأنوار:
لما
استهل المصطفى طالعا أضاء الفضا من نوره الساطع
وعطر
الكون شذى عطره الطيب من دان ومن شاسع
ونادت
الأكوان من فرحة يا مرحبا بالقمر الطالع
وفي خروج هذا النور معه a حين وضعته إشارة إلى ما يجئ به من النور
الذي اهتدى به أهل الأرض، كما قال الله تعالى:﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ
اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ (المائدة: 15)
ومما حصل عند مولده ما ذكره الرواة من
أنه وقع على يديه، رافعا رأسه إلى السماء، وقبض قبضة من تراب:
فعن موسى بن عبيدة عن أخيه قال: لما ولد
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فوقع على يديه رافعا رأسه إلى