السماء وقبض قبضة من تراب، فبلغ ذلك
رجلا من لهب فقال لصاحبه: انجه لئن صدق الفأل ليغلبن هذا المولود أهل الأرض [1].
وعن محمد بن عمر الأسلمي بأسانيد له
متعددة عن آمنة أنها قالت: لما وضعته خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب،
ثم وقع جاثيا على ركبتيه معتمدا على الأرض بيديه، ثم أخذ قبضة من تراب وقبضها ورفع
رأسه إلى السماء، وأضاءت له قصور الشام وأسواقها، حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى[2].
وعن حسان بن عطية أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما ولد وقع على كفيه وركبتيه شاخصا
ببصره إلى السماء[3].
وقد رووا أن المولود كان إذا ولد في قريش
دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة، فلما ولد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دفعه عبد المطلب إلى نسوة، فكفأن عليه
برمة، فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنتين، ووجدنه مفتوح العينين
شاخصا ببصره إلى السماء.
فأتاهن عبد المطلب فقلن له: ما رأينا
مولودا مثله، وجدناه قد انفلقت عنه البرمة، ووجدناه مفتوحا عينيه شاخصا ببصره إلى
السماء.
فقال: احفظنه فإنى أرجو أن يكون له شأن،
أو أن يصيب خيرا.
فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له
قريشا، فلما أكلوا قالوا: يا عبد المطلب، أرأيت ابنك هذا الذى أكرمتنا على وجهه،
ما سميته؟ قال: سميته محمدا.
قالوا: فما رغبت به عن أسماء أهل بيته؟
قال: أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في