بعد أن أنهى عبد القادر حديثه عن
الإرهاصات المرتبة بمولد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
استحثه أجير بولس قائلا: لقد حدث بعد ميلاد المسيح الإرهاصات الكثيرة المنبئة عن
عظم شأنه، فهل حصل مثلها لمحمد؟
عبد القادر: إن المسيح ومحمدا أخوان..
وقد أظهر الله للناس ما يدل على مكانتهما، ليتبعوهما، وليس بينهما أي تنافس في
هذا، ولا في غيره.
فكلاهما عبد لله، وكلاهما يبشر بما أمره
الله أن يبشر به.
غلام له شأن:
أجير بولس: لقد ذكر الكتاب المقدس عن
المسيح أن المجوس عرفوا أنه المسيح.
عبد القادر: وقد روي من ذلك الكثير عن
معرفة أهل الكتاب وغيرهم بمحمد a،
فقد روي عن رجل من العرب كان عائفا، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم
ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم، فأتى به أبو طالب، وهو غلام مع من يأتيه، فنظر إلى
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ثم شغله عنه شيء، فلما فرغ
قال: الغلام.. علي به، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيبه عنه، فجعل يقول: ويلكم
ردوا علي الغلام الذي رأيت آنفا، فوالله ليكونن له شأن، فانطلق به أبو طالب خوفا
عليه[1].
وعندما خرج مع عمه أبي طالب في تجارة إلى
الشام، ونزل الركب ببصرى، كان هناك راهب يقال له (بحيرى) في صومعة له، وكانوا
كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا