في الحديث لسمعتم ما أسمع)، ثم قال: (الآن
يضرب هذا)، ثم قال: (والذي نفسي بيده، لقد ضرب ضربة ما بقي منه عظم الا انقطع)،
وقال: (تطاير قبره نارا)، قالوا: يا رسول الله، وما ذنبهما؟ قال: (أما هذا فانه
كان لا يستبرئ من البول، وأما هذا فكان يأكل لحوم الناس)[1]
ومن ذلك ما روي في الحديث: صليت مع رسول
الله a يوما فأطال القيام، وكان إذا
صلى لنا خفف، فرأيته أهوى بيده ليتناول شيئا ثم ركع بعد ذلك، فلما سلم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي)،
قلنا: أجل، يا رسول الله، وسمعناك تقول: (أي رب، وأنا فيهم؟)، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (والذي نفسي بيده، ما من شئ وعدتموه في
الآخرة إلا قد عرض علي في مقامي هذا حتى عرضت علي النار، فأقبل منها حتى حاذى
خبائي هذا فخشيت أن تغشاكم فقلت: أي رب، وأنا فيهم؟ فصرفها الله تعالى عنكم،
فأدبرت قطعا كأنها الزرابي فنظرت نظرة، فرأيت عمر بن حرثان بن الحارث أحد بني غفار
متكئا في جهنم على قوسه، ورأيت فيها الحميرية صاحبة القطة التي ربطتها، فلا هي
أطعمتها ولا هي سقتها)[2]
ومن ذلك ما روي في الحديث: بينما نحن
صفوفا خلف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في
الظهر أو العصر إذ رأيناه يتناول شيئا بين يديه في الصلاة ليأخذه، ثم يتناوله
ليأخذه ثم حيل بينه وبينه، ثم تأخر وتأخرنا ثم تأخر الثانية وتأخرنا فلما سلم، قال
أبي بن كعب: يا رسول الله، رأيناك اليوم تصنع في صلاتك شيئا لم تكن تصنعه، قال: (إني
عرضت لي الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة، فتناولت قطفا منها لاتيكم به، ولو
أخذته لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه فحيل بيني وبينه، ثم عرضت علي
النار فلما وجدت حر شعاعها، تأخرت، وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن ائتمن
أفشين، وإن سئلن أخفين، وإن أعطين لم يشكرن، ورأيت فيها