ابتسم عبد القادر، وقال: هذه قصة مكذوبة
على رسولنا.. وأنت تعلم أكثر مني أن كل دين يتعرض للكذابين الذين يريدون تشويهه
بما يختلقون من الأكاذيب.
فإن كذبتني في هذا، فعليك تصديق كل الكتب
المقدسة التي رمتها مجامعكم بحجة كونها مكتوبة من كذبة لا كتبة.
بولس: ومن قال لك بأن هذا الحديث مكذوب؟
عبد القادر: المحدثون الذي يعرفون
الرواة، ويميزون بين الصادقين منهم والكاذبين.
لقد ذكر ابن الأثير أن القصة ضعيفة لا
أصل لها، فقال: (هذا حديث منكر جداً إسناداً ومتناً لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا
مع كلامي عليه)[1]
وأورد الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني في
كتاب لسان الميزان، باب من اسمه محمد بن مزيد هذه القصة كمثال الى الكذب الذي
يرويه محمد بن مزيد، وأورد كلام الحافظ ابن حبان، فقال: (محمد بن مزيد أبو جعفر:
عن أبي حذيفة النهدي ذكر ابن حبان أنه روى عن أبي حذيفة هذا الخبر الباطل )
ثم ذكر ابن حجر القصة كاملة، وقال: قال
ابن حبان: هذا خبر لا أصل له، وإسناده ليس بشيء. وقال ابن الجوزي: لعن الله واضعه.
قال ذلك، ثم التفت إلى بولس مبتسما،
وقال: لاشك أن الذي اختلق هذه القصة متأثر بالكتاب المقدس.
بولس: كيف عرفت ذلك؟
عبد القادر: لقد ورد فيه حديث أتان
بلعام، وأنا أحفظ النص، وسأسمعك إياه: (فلما رأت الأتان ملاك الرب ربضت تحت بلعام.
فثار غضب بلعام وضرب الأتان بالقضيب. عندئذ أنطق