الرب الأتان، فقالت لبلعام: (ماذا جنيت
حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات؟) فقال بلعام: (لأنك سخرت مني. لو كان في يدي سيف لكنت
قد قتلتك). فأجابته الأتان: (ألست أنا أتانك التي ركبت عليها دائما إلى هذا اليوم؟
وهل عودتك أن أصنع بك هكذا؟) فقال: (لا).
وقد قال كاتب رسالة بطرس الثانية (2: 16):
(إن الحمار الأبكم نطق بصوت بشري، فوضع حدا لحماقة ذلك النبي!)
سكت قليلا، ثم قال: لقد ورد في النصوص
أحاديث كثيرة تشير إلى ما سخر الله لرسوله a من أشياء من الحيوانات وغيرها، سأسوق
لكم بعضها كشواهد على ذلك:
فمن ذلك ما روي عن جابر بن عبد الله قال:
سرنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى
إذا نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به،
فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها،
فقال: (انقادي علي بإذن الله)، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى
أتى إلى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها، وقال: (انقادي علي بإذن الله تعالى)،
فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما
بينهما لأم بينهما ـ يعني جمعهما ـ: فقال: (التئما علي بإذن الله)، فالتأمتا.
قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول
الله a بقربي، فيبتعد، فجلست أحدث
نفسي، فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مقبلا، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت
كل واحدة منهما على ساق، فرأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وقف وقفة، فقال برأسه هكذا يمينا وشمالا[1].
ومن ذلك ما حدث به ابن مسعود قال: كنا مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في غزوة خيبر، فأراد أن