يقضي حاجته، فقال: (يا عبد الله، انظر
هل ترى شيئا)، فنظرت، فإذا شجرة واحدة، فأخبرته، فقال: (انظر هل ترى شيئا؟)، فنظرت
شجرة أخرى متباعدة عن صاحبتها فأخبرته، فقال: (قل لهما: رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يأمركما أن تجتمعا)، فقلت لهما،
فاجتمعتا ثم أتاهما فاستتر بهما ثم قام، فانطلقت كل واحدة منهما إلى مكانها[1].
ومن ذلك ما حدث به غيلان بن سلمة الثقفي
قال: خرجنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فرأينا منه عجبا، مررنا بأرض فيها إشات متفرق فقال: (يا غلام، ائت هاتين الاشاءتين
فمر إحداهما تنضم إلى صاحبتها)، فانطلقت، فقمت بينهما، فقلت: إن نبي الله a يأمر إحداكما أن تنضم إلى صاحبتها، فنزل
فتوضأ خلفهما، ثم ركب، وعادت تخد في الارض إلى موضعها[2].
ومن ذلك ما حدث به أسامة بن زيد أن رسول
الله a قال له في حجة الوداع: (انظر هل
ترى من نخل أو حجارة؟)، فقلت: رأيت شجرات متفرقات ورضخا من حجارة، قال: (انطلق إلى
النخلات فقل لهن: إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يأمركن أن تدانين لمخرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وقل للحجارة مثل ذلك، فأتيتهن، فقلت لهن ذلك، فوالذي بعثه بالحق
لقد جعلت أنظر إلى النخلات يخددن الارض خدا حتى اجتمعن، وإلى الحجارة يتقافزن حتى
صرن رضخا خلف النخلات، فلما قضى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حاجته، وانصرف قال: (عد للنخلات
والحجارة، فقل لهن: إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يأمركن أن ترجعن إلى مواضعكن)[3]
ومن ذلك ما روي عن ابن عباس قال: جاء
أعرابي إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فقال: بم أعرف أنك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
قال: (أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،