قال: نعم، فدعا العذق، فجعل العذق ينزل
من النخلة حتى سقط على الارض، فأقبل إليه، وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى
إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثم قال له: (ارجع)، فرجع إلى
مكانه، فقال: والله لا أكذبك بشئ تقوله بعد أبدا أشهد أنك رسول الله، وآمن[1].
ومن ذلك ما وري عن ابن عباس قال: أتى
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم رجل من بني عامر فقال: يا رسول
الله، أرني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطيب الناس، فقال له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ألا أريك آية؟)، قال: بلى، قال: فنظر
إلى نخلة، فقال: ادع ذلك العذق، قال: فدعاه، فأقبل يخد الارض، ويسجد، ويرفع رأسه
حتى وقف بين يديه فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ارجع) فرجع إلى مكانه، فقال: أشهد أنك رسول الله وآمن[2].
ومن ذلك ما روي عن ابن عمر قال: كنا في
سفر، فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أين تريد؟)، قال: إلى أهلي، قال: (هل
لك في خير؟)، قال: وما هو؟ قال: (تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله)، قال: هل لك من شاهد على ما تقول؟ قال: (هذه الشجرة)، فدعاها
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخد
الارض خدا فقامت بين يدي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فاستشهدها ثلاثا، فشهدت أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها.
ورجع الاعرابي إلى قومه، وقال لرسول الله
a: إن يتبعوني آتك بهم، وإلا رجعت
إليك فكنت معك[3].
ومن ذلك ما روي عن أنس قال: جاء جبريل
إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذات يوم وهو جالس حزين قد
[1] رواه البخاري في التاريخ والترمذي وصححه
وأبو يعلى وابن حبان.
[2] رواه أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي
والحاكم وصححاه وأبو نعيم.
[3] رواه الدارمي وابن حبان والحاكم وصححاه
وقال الذهبي إسناده جيد.