خضب بالدماء ضربه بعض أهل مكة، فقال له:
مالك؟ فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (فعل
بي هؤلاء وفعلوا)، فقال له جبريل: كم تحب أن أريك آية؟ فقال: (نعم)، فنظر إلى شجرة
من وراء الوادي، فقال: ادع تلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال:
مرها فلترجع، فأمرها، فرجعت إلى مكانها، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (حسبي)[1]
ومن ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن عبد
الله بن مسعود قال: سألت مسروقا من آذن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن، فقال: حدثني
أبوك، قال: آذنته بهم شجرة[2].
عن يعلى بن مرة قال: بينما نحن نسير مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فنزلنا منزلا، فنام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فجاءت شجرة استأذنت تشق الارض حتى
غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: (هي شجرة استأذنت ربها
عز وجل أن تسلم علي فأذن لها[3]
ومن ذلك ما روي عن بريدة قال: جاء أعرابي
إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: يا رسول الله قد أسلمت
فأرني شيئا أزداد به يقينا، قال: (ما الذي تريد؟)، قال: ادع تلك الشجرة، فلتأتك،
قال: (اذهب فادعها)، فأتاها الاعرابي، فقال: أجيبي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فمالت على جانب من جوانبها، فقطعت
عروقها، ثم مالت على الجانب الاخر فقطعت عروقها حتى أتت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالت: السلام عليك يا رسول الله، فقالت:
(بم تشهدين، يا شجرة؟)، قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله، قال:
(صدقت)
فقال الاعرابي: حسبي حسبي، مرها فلترجع
إلى مكانها، فقال: (ارجعي إلى مكانك، وكوني كما كنت)، فرجعت إلى حفرتها، فجلست على
عروقها في الحفرة، فوقع كل عرق
[1] رواه أحمد وابن ماجه بسند صحيح، ورواه
ابن سعد عن عمر وفيه: فسلمت عليه، انظر: ابن كثير في البداية 6 / 142.