سنة 1847 من الميلاد، ووقعت المناظرة
فيما بينه وبين مجتهد الشيعة تحريراً وتقريراً في هذا الباب، فسأله مجتهد الشيعة
عن هذه العقيدة أيضاً، فقال: نعم دخل المسيح الجحيم وعذب، لكن لا بأس فيه، لأن هذا
الدخول كان لنجاة أمته[1].
قال ذلك، ثم التفت إلى بولس ينتظر تعقيبا
منه، فلم يفعل بولس، فقال: لا بأس، فأنا لم أرد أن أذكر لكم ما يهين به الكثير من
المسيحيين المسيح u، بل
أردت ـ فقط ـ أن أذكر لكم مفهومنا للتكريم الإلهي لمحمد a ولإخوانه من المرسلين بما فيهم المسيح u.
وقبل أن أذكر بعض ما ورد في نصوصنا
المقدسة من هذا التكريم أحب أن أناقش ما طرحه ـ حضرة القس ـ على ضوء العقل
والنقل.. على ضوء العقل المجرد الذي هو البرنامج الذي وضعه الله لنا لنعرف به
الحقائق، وعلى ضوء النقل الذي يعتمده حضرة القس الفاضل، وهو الكتاب المقدس [2].
ولنبدأ بالعقل..
من الواضح ـ حسب الكتاب المقدس ـ أن
المخطئ هو آدم وزوجته، وليس الأولاد، ومن العجيب أنه يصف الله بالعدل، ثم يدعي أن
خطيئة آدم تتعداه إلى نسله، لأنهم ورثة لطبيعته الساقطة.. فأي عدل في هذا!؟
ثم أي عدل، وأي رحمة في تعذيب وصلب إنسان
غير مذنب؟ إن معاقبة وتعذيب شخص
[1] بالإضافة إلى هذا، فقد
ذكر رحمة الله الهندي أن بعض الفرق المسيحية تعتقد أن عيسى u بعد ما مات دخل جهنم ونجى أرواح
قابيل وأهل سدوم لأنهم حضروا عنده وكانوا غير مطيعين لإله خالق الشر وأبقى أرواح
هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء الآخرين من القدماء في جهنم لأنهم خالفوا الفرقة
الأولى.
وهذه الفرقة كانت تعتقد أن خالق
العالم ليس منحصراً في الإله الذي أرسل عيسى ولذلك ما كانت تسلم كون كتب العهد
العتيق إلهامية.
[2] هناك تفاصيل كثيرة مرتبطة بالرد على
هذه المسألة الجوهرية في العقيدة المسيحية في رسالة (الإنسان) من هذه السلسلة.