بريىء لم يقترف آثاماً من أجل خطايا
الآخرين إنما هو ذروة الظلم.
ثم من الذي قيد الله، وجعل عليه أن يلزم
العدل، وأن يلزم الرحمة، وأن يسعى للتوفيق بينهما؟
ثم أين كان عدل الله ورحمته منذ خطيئة
آدم وحتى قصة الصلب؟
وإذا كان الله سبحانه عادل، وفي نفس
الوقت محب ورحيم، فأين كانت رحمته وابنه الوحيد يلاقي ـ دون ذنب ـ ألوان التعذيب
والسخرية، ثم الصلب، مع دق المسامير في يديه؟
وإذا كان الله عادلا، وفي كل الشرائع أن
العقوبة تناسب الذنب، فهل تم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو، وبين الخطية
التي ارتكها آدم؟
ولماذا ترك إله العدل والمحبة الانسانية
تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية، وأن يعم الفساد وينتشر!؟
وأين عدل الله في رجل يحمل خطايا أناس
ظلمة قتلة فجرة، وهو قد تعذب وقتل، واخرون يسكرون ويرقصون مستمتعين بحياتهم؟
بولس: لقد
قدم يسوع المسيح نفسه طوعاً، وباختياره قاسى عذاب الموت على الصليب ليدفع الثمن من
أجل خطايا الناس.
عبد
القادر: لا.. إن الأمر ليس صحيحا تاريخيا، فنحن نقرأ في الأناجيل أنه لم تكن
إرادته أن يموت على الصليب، نحن نقرأ في متى (ثم ذهب يسوع وتلاميذه إلى بستان يدعى
جثسيماني، وقال لهم: اجلسوا هنا ريثما أذهب إلى هناك وأصلي. وقد أخذ معه بطرس
وابني زبدي وبدأ يشعر بالحزن والكآبة. فقال لهم: نفسي حزينة جدا حتى الموت! ابقوا
هنا واسهروا معي! وابتعد عنهم قليلا وارتمى على وجهه يصلي، قائلا: يا أبي، إن كان
ممكنا، فلتعبر عني هذه الكأس ولكن، لا كما أريد أنا، بل كما تريد أنت)(متى 26: 39)
ونحن نقرأ في الأناجيل أنه عندما أيقن أن
أعداءه قد تآمروا على قتله وإزهاق حياته قال