بل إن الله تعالى يخبرنا بأن هذه الحقيقة
موجودة في كل الكتب التي جاء بها الأنبياء ـ عليهم السلام ـ فهو يقول لنا:﴿
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ
عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى
(36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
(38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ
يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)﴾ (النجم)
ويقول لنا ـ مخبرا عن يوم القيامة
ـ:﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)﴾(الزلزلة)
ولهذا، فإن الله تعالى يضع عن كواهلنا
جميع الأواز التي لم ترتكبها أيدينا، فيقول:﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى
الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾(النور:54)
قام الرجل، وقال: فلنسلم لما ذكرت، ولكن
كيف تكفر الخطايا؟
عبد القادر: لقد وضع الله تعالى للخطايا
قوانين كثيرة:
أما الخطايا الكبرى التي تتعدى جميع
الحدود، فتكفر بالعذاب.. بالعذاب الشديد الذي يحرق أسباب تلك الخطايا، ويكون
كالداء العضال الذي لا يجدي معه إلا العملية الجراحية.