عبد القادر: فإذا مرض أحد الناس بهذا
المرض هل نرشده إلى ما كتبه الأطباء في القرون الوسطى، أم نرشده إلى الأطباء الذين
عايشوا المرض، واكتشفوا علاجه؟
الرجل:بل نرسله إلى الأطباء الذين عايشوا
المرض، واكتشفوا علاجه.
عبد القادر: فهكذا الأمر مع الأنبياء ـ
عليهم السلام ـ كل منهم جاء لوظيفة خاصة.. وقد أكملهم الله بخاتمهم محمد a الذي جاء بالشريعة الخاتمة التي تكفي
احتياجات البشرية في جميع أزمانها الباقية إلى يوم القيامة.
ولهذا فإن الله تعالى جعل شريعة رسول
الله a هي الشريعة المهيمنة على سائر
الشرائع والناسخة لها، قال تعالى:﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً
عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ
لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾
(المائدة:48)
ولهذا أخبر أنه لا يقبل إلا الإسلام،
فقال تعالى:﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ
مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران:85)
وهذا ليس خاصا برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد أمر الله كل رسول سابق بأن يؤمن
وينصر من تلاه من الرسل، قال تعالى:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ
رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ
أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)﴾(آل عمران)
ففي هذه الآية يخبر الله تعالى أنه أخذ
ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم u إلى
عيسى u لَمَهْمَا آتى الله أحدَهم من
كتاب وحكمة، وبلغ أيّ مبلَغ، ثم جاءه رسول من بعده، ليؤمنَنَّ به ولينصرَنَّه، ولا
يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته، كما قال