طاووس، والحسن البصري، وقتادة: أخذ الله
ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا.
وقد ذكر علي بن أبي طالب وعبد الله بن
عباس تفسير هذه الآية، فقالا: ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه
الميثاق، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيّ ليؤمنن به ولينصرنه، وأمَرَه أن يأخذ الميثاق
على أمته: لئن بعث محمد a،
وهم أحياء ليؤمِنُنَّ به ولينصرُنَّه.
ولهذا ورد في الحديث أن عمر جاء إلى
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: يا رسول الله، إني
مررتُ بأخٍ لي من قُرَيْظَة، فكتب لي جَوَامعَ من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغير وجه رسول الله a قال عبد الله بن ثابت [1]: قلت له: ألا ترى ما بوجه
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟ فقال عمر: رضينا بالله ربا،
وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، فسري عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وقال: (والذي نفس محمد بيده لو أصبح
فيكم موسى عليه السلام، ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم، وأنا
حظكم من النبيين)[2]
وفي حديث آخر قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم
لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق، وإنه
-والله-لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني)[3]
فبمقتضى هذه النصوص، فإن محمدا a هو خاتم الأنبياء دائما إلى يوم الدين، وهو الإمام
الأعظم الذي لو وجد في أي عصر كان هو الواجب الطاعة المقدَّم على الأنبياء كلهم؛
ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس، وكذلك هو الشفيع في يوم
الحشر في إتيان الرب لِفَصْل القضاء.