وقد ورد في الحديث: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا أتى بصدقة قال: (اللهم صل على آل
فلان) [1]، وعن جابر بن عبد الله قال:
أتانا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقالت له امرأتي: يا رسول الله
صل علي وعلى زوجي، فقال: (صلى الله عليك وعلى زوجك)[2]
فالصلاة في كل هذه المحال تعني طلب
الرحمة والمغفرة والتقريب وغيرها من أفضال الله وبركاته.
الرجل:فرسولكم يحتاج إلى دعواتكم إذن؟
عبد القادر: لا أحد من الناس يستغني عن
الدعوات.. ولكن مع ذلك، فحاجتنا إلى الصلاة عليه تفضل كل حاجة، لأننا بالصلاة عليه
نذكره، وبذكره نتعرف عليه، وبالتعرف عليه نحبه، وبحبه نصل إليه، وبالوصول إليه
ننال كل خير في الدنيا والآخرة.
إن المكروب منا يصلي عليه، فيجد من لذة
الأنس به ما يشغله عن كربه.
وإن صاحب الحاجة منا تنسد في طريقه
الأبواب، فإذا صلى عليه فتح الله عليه مغاليقها.
لقد عرفنا هذا بالتجربة، وعرفنا به قبل
ذلك نبينا a، فقد ساق من فضائل الصلاة عليه
ما بين عظم المكانة التي جعلها الله له:
فقد أخبر a أن أول جزاء يناله من صلى على محمد a أن يصلي الله عليه، وقد ورد ذلك في
أحاديث كثيرة ترغب في هذا الجزاء العظيم:
ففي الحديث: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه
عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات)[3]
[1] رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والنسائي وابن
ماجة.