ومن ذلك استجارة الغزالة به a وشهادتها له بالرسالة، فقد روي بأسانيد
مختلفة[1]، أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مر على قوم قد اصطادوا ظبية
فشدوها على عمود فشطاط فقالت: يا رسول الله أخذت ولي خشفان في البرية، وقد انعقد
اللبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني، فأرجع إلى خشفي في البرية)[2]،
فقال لها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن
تركتك ترجعين؟)، قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذابا أليما)
فقال: (أين صاحب هذه؟)، فقال
القوم: نحن يا رسول الله، قال: (خلوا عنها حتى تأتي خشفها ترضعها وترجع إليكم)،
فقالوا: من لنا بذلك؟ قال: (أنا)، فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها،
فمر بهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فقال: (أين صاحب هذه؟)، قالوا: هوذا نحن يا رسول الله، قال: (تبيعونها؟)، فقالوا:
هي لك يا رسول الله، فقال: (خلوا عنها)، وأطلقوها، فذهبت، وهي تضرب برجلها فرحا
وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
قال زيد بن أرقم: فأنا والله
رأيتها تسبح في البرية وهي تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ومما
يدخل في هذا الباب ما روي من تسبيح الأشياء بين يديه:
وعن
ابن عباس قال: قدم ملوك حضرموت على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وفيهم الاشعث بن
[1] رواه
الطبراني والبيهقي وأبو نعيم عن أنس بن مالك عن زيد بن أرقم والبيهقي من طريق علي
بن قادم وأبو العلاء خالد بن طهمان بن عطية عن أبي سعيد الخدري، والطبراني وأبو
نعيم عن أم سلمة، وأبو نعيم عن أنس بن مالك وهو غريب، ورجاله خرج لهم في الكتب
الستة.
قال القطب
الحضرمي في خصائصه: هذا الحديث ضعفه بعض الحفاظ لكن طرقه يتقوى بعضها ببعض، وقال
الشيخ: لهذا الحديث طرق كثيرة تشهد أن للقصة أصلا.
[2] وفي
رواية أنس: كنا مع رسول الله r في بعض سكك
المدينة فمررن ا بخبأ أعرابي وإذا بظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله،
إن هذا الاعرابي اصطادني.