responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62

فاعتماد الإنسان على غيره في ما يستطيعه يحسب دناءة، وانتظاره أن الله يعمل ما يطلب منه هو يعد كسلا وتواكلا، فمتى عجز العمل الإنساني أو انتهى، يحق طلب العمل الإلهي.

وكان أندراوس تلميذ المسيح الأول قد لاحظ غلاما بين الجمهور معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان، فأخبر المسيح عنه مع التحفظ قائلا: (لكن ما هذا لمثل هؤلاء؟)

ولم يقل المسيح بعد أن سمع بوجود هذا القليل: (اتركوه لأنه لا يستحق الذكر)، ولا قال: (قدموها للجمع)، بل قال: (إيتوني بها إلى هنا) ليعلمهم أنه هو مصدر الخير والبركة، هو الملك وصاحب الحق.. وكل ما عندنا هو له، يتصرف فيه كما يشاء دون معارض.

ولما كان الترتيب من أبواب الرقي في الدين والدنيا، فلا نعجب من اهتمام المسيح به، فأمر أن يجعلوا الناس يتكئون فرقا خمسين خمسين على العشب الأخضر، فلو توزع الطعام على هذه الألوف دون ترتيب، لداس بعضهم بعضا، وتغلب القوي على الضعيف. وأخذ البعض كثيرا والبعض لم يأخذوا شيئا، لكن بواسطة الترتيب يتم التوزيع بسرعة ولياقة وإنصاف، ويرى كل مفكر في أمور الطبيعة، اهتمام الخالق بأمر الترتيب.

وبعد أن شكر المسيح بارك وكسر الأرغفة والسمكتين، ثم ناول الكسر التي باركها للرسل ليقدموها للمصطفين فرقا على البساط الأخضر، وفي هذا العمل علمهم أن يطعموا غيرهم أولا، ثم يأكلوا هم بعدهم، كما يجدر بالمؤمنين الأفاضل.

وفي أثناء التوزيع على هذا العدد الغفير حدثت معجزة الإكثار، فقد قسم السمكتين على الجميع بقدر ما شاءوا فأكلوا وشبعوا جميعا، وليس ذلك فقط بل إن القطع التي لم تؤكل كانت أضعاف الموجود أصلا.

بهذه المعجزة المؤثرة الغنية بالفوائد، علم المسيح أتباعه أنه مستعد أن يأخذ خدمتهم الدينية الضعيفة، وكلامهم البسيط، ويضع فيها قوة وتأثيرا ليزيد فعلهما أضعاف فعلهما الطبيعي، لأنه يأخذ ما يقدم له ويزيده، ثم يعيده لمقدمه زائدا.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست