ومن تلك البركات ما حصل لخباب بن
الأرت فعن ابنة
خباب بن الارث قالت: خرج خباب في سرية، فكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا، فكان
يحلبها في جفنة لنا فتمتلئ فلما قدم خباب حلبها، فعاد حلابها كما كان، فقالت أمي:
أفسدت علينا شاتنا، قال: وما ذاك؟ قالت: إن كانت لتحلب مل ء هذه الجفنة، قال: ومن
كان يحلبها؟ قالت: رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قال: وقد عدلتيني به؟ هو والله أعظم بركة [2].
ومن تلك البركات ما حصل لنوفل بن الحارث
فقد روي عنه أنه استعان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئا فلم يجده فبعث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أبا رافع وأبا أيوب بدرعه فرهناه عند
يهودي بثلاثين صاعا من شعير، فدفعه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إليه، قال: فطعمنا منه نصف سنة ثم كلناه
فوجدناه، كما أدخلناه، قال نوفل: فذكرت ذلك لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (لو لم تكله لأكلت منه ما عشت)[3]
ومن تلك البركات ما حصل لحمزة الأسلمي
فقد روي عنه أنه قال: عملت طعاما للنبي a ثم ذهبت به، فتحرك به النحي فأهريق ما
فيه، فقلت: على يدي أهريق طعام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ادنه) فقلت: يا رسول الله لا أستطيع،
فرجعت مكاني، فإذا النحي يقول قب قب، فقلت: مه قد أهريق فضلة فضلت فيه، فاجتذبته،
فإذا هو قد ملي إلى يديه، فأوكيته، ثم جئت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فذكرت له ذلك، فقال: (أما إنك لو تركته
لملئ إلى فيه، ثم