جد له[1]، فأوفه الذي له فجد بعدما رجع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له
سبعة عشر وسقا[2].
وقد ذكر هذا الصحابي بركة أخرى حصلت
لجمله ببركة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقد ذكر أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فأراد أن يسيبه[3]، فقال: فلحقني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فضربه ودعا له، فسار سيرا لم يسر مثله،
ثم قال: (بعنيه بأوقية)، قلت: لا قال: (بعنيه بأوقيتين) فبعته، واشترطت حملانه[4] إلى أهلي، فلما قدمنا أتيته
بالجمل، فنقدني ثمنه، ثم انصرفت، فأرسل على أثري، وقال: (أترى أني ماكستك[5] لآخذ جملك؟ خذ جملك ودراهمك
وهما لك)[6]
وقريب من هذا الحديث ما حدث به أنس بن
مالك، قال: فزع الناس، فركب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه،
فقال: (لن تراعوا
[2] رواه البخاري، قال ابن كثير: وهذا الحديث
قد روي من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله a، ودعائه له، ومشيه في
حائطه وجلوسه على تمره، وَفَى الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو
وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا فضل له من التمر أكثر وفوق ما كان يؤمله
ويرجوه ولله الحمد والمنة.( انظر: البداية والنهاية 6/0121)
[3] السائبة والسوائب: كان
الرجُل إذا نَذَر لِقدُوم من سَفَر، أو بُرْءٍ من مَرَض، أو غير ذلك قال ناقِتي
سائبةٌ، فلا تُمنَع من ماءِ ولا مَرْعى، ولا تُحْلَب، ولا تُرْكَب، وكان الرجُل
إذا أعْتَق عَبدا فقال هو سائبةٌ فلا عَقْل بينهما ولا ميراثَ، وأصلُه من تسيِيبِ
الدَّواب، وهو إرسالُها تذهَبُ وتجيء كيف شاءت.
وقد كان هذا قبل تحريم السائبة،
والذي نص عليه قوله تعالى:﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا
سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ
عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (المائدة:103)