فأوسعت بقيتها على جميع جيرانها، وجعل الله عز وجل فيها بركة وخيرا
كثيرا [1].
ومما يروى في هذا ما حدث به علي قال:
نمنا ليلة بغير عشاء فأصبحت فالتمست فأصبت ما أشتري به طعاما ولحما بدرهم، ثم أتيت
به فاطمة فخبزت وطبخت، فلما فرغت، قالت: لو أتيت أبي، فدعوته، فجئت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يقول: (أعوذ بالله من الجوع ضجيعا)،
فقلت: يا رسول الله، عندنا طعام فهلم، فجاءوا والقدر تفور، فقال: (اغرفي لعائشة في
صحفة) حتى غرفت لجميع نسائه، ثم قال: (اغرفي لأبيك وزوجك)، فغرفت، فقال: (اغرفي
فكلي،)، فغرفت ثم رفعت القدر، وإنها لتفيض فأكلنا منها ما شاء الله عز وجل[2].
بركاته على أصحابه:
عبد القادر: بالإضافة إلى أهل بيته، فقد
نال الكثير من بركاته ـ المرتبطة بهذا الباب ـ كل من لقيه a أو صاحبه من النساء والرجال.
وسأحدثكم عن بعض ما وردت به الأسانيد من
ذلك:
فممن نالتهم بركات النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في هذا الجانب جابر بن عبد الله، فقد
حدث عن بعض بركاته a
عليه، فذكر أن أباه توفي، وترك عليه ثلاثين وسقا[3] لرجل من اليهود، فاستنظره جابر[4]، فأبى أن ينظره، فكلم جابر رسول
الله a ليشفع إليه، فجاءه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فكلم اليهودي ليأخذ تمر نخله بالذي له،
فأبى، فدخل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فمشى فيها، ثم قال: يا جابر،
[1] رواه أبو يعلى، انظر: السيوطي في الدر
المنثور 2 / 20 وابن كثير في التفسير 2 / 29.