وما قلت له ذلك، وأنا أرى عنده شيئا إلا
الجزع قال: فثنى وركه، ثم قال: يا عم عطشت؟ قلت: نعم.
فأهوى بعقبه إلى الأرض، فإذا أنا بالماء،
فقال: اشرب، فشربت[1].
سكت عبد القادر قليلا، ثم قال: ومن
بركاته a على أهل بيته، ما روي في الحديث
عن جابر قال: قام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن
شيئا، فأتى فاطمة، فقال: (يا بنية، هل عندك شئ آكله، فإني جائع) فقالت: لا والله.
فلما خرج من عندها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم،
فأخذته منها، فوضعته في جفنة لها وغطت عليها، وقالت: والله، لاوثرن بهذا رسول الله
a على نفسي ومن عندي، فكانوا
جميعا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فرجع إليها فقالت له: قد أتى الله بشئ
فخبأته لك، قال: (هلمي يا بنية)
فشكفت عن الجفنة، فإذا هي مملؤة خبزا ولحما، فلما نظرت إليها بهتت
وعرفت أنها بركة من الله عز وجل، فحمدت الله عز وجل وصلت على نبيه a وقدمته إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فلما رآه حمد الله عز وجل، وقال: (من
أين لك هذا يا بنية؟) قالت: يا أبت، هذا من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير
حساب، فقال: (الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا
رزقها الله عز وجل شيئا فسئلت عنه قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء
بغير حساب،) فبعث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى
علي، ثم أكل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وعلي وفاطمة وحسن وحسين وجميع أزواج النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأهل بيته حتى شبعوا وبقيت الجفنة كما
هي