وفي حديث آخر عن ابن عباس قال: كان أبو
طالب يقرب للصبيان تصبيحهم، فيضعون أيديهم، فينتهبون، ويكف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يده، فلما رأى ذلك أبو طالب عزل له
طعامه.
وقد ذكرت حاضنته أم أيمن سيرته في طعامه،
فقالت: ما رأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم شكا
جوعا ولا عطشا لا في كبره ولا في صغره، وكان يغدو إذ أصبح، فيشرب من ماء زمزم
شربة، فربما عرضنا عليه الغداء فيقول: أنا شبعان[1].
ومن بركاته على عمه أبي طالب ما ورد من
استسقائه به، فعن جلهمة بن عرفطة، قال: قدمت مكة وقريش في قحط، فقائل منهم يقول:
اعتمدوا واللات والعزى، وقائل منهم يقول: اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى، فقال شيخ
وسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون، وفيكم بقية إبراهيم وسلالة إسماعيل، قالوا:
كأنك عنيت أبا طالب؟ قال: إيها.
فقاموا بأجمعهم، وقمت معهم، فدققناه عليه
بابه، فخرج إلينا رجل حسن الوجه، عليه إزار قد اتشح به، فثاروا إليه، فقالوا: يا
أبا طالب أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهلم فاستسق لنا.
فخرج أبو طالب، ومعه غلام كأنه شمس دجنة،
تجلت عليه سحابة قتماء، وحوله أغيلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ
بأضبعه الغلام وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا أغدق واغدودق
وانفجر له الوادي وأخصب النادي والبادي.
ومن البركات المرتبطة بصحبة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لعمه أبي طالب ما حدث به عمرو بن سعيد
من أن أبا طالب قال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي ـ يعني النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ـ فأدركني العطش،