وقد حدث الرواة [2] أن وسط رأس السائب كان أسود،
وبقيته أبيض، وحدثوا عن عطاء مولى السائب بن يزيد قال: رأيت السائب لحيته بيضاء،
ورأسه أسود، فقلت: يا مولاي، ما لرأسك لا تبيض؟ فقال: لا تبيض رأسي أبدا!، وذلك أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مضى وأنا غلام ألعب مع الغلمان،
فسلم عليهم وأنا فيهم، فرددت عليه السلام، من بين الغلمان، فدعاني، فقال: (ما
اسمك؟) فقلت: السائب بن يزيد بن أخت النمر فوضع يده على رأسي، وقال: (بارك الله
فيك)، فلا يبيض موضع يد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
ومن ذلك ما حدث به محمد بن أنس الظفري
قال: قدم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة وأنا ابن اسبوعين، فأتي
بي فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة وحج حجة الوداع، وأنا ابن عشرين سنة.
قال يونس: ولقد عمر أبي حتى شاب كل شئ
منه، وما شاب موضع يد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم من
رأسه، ولا من لحيته[3].
ومن ذلك أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مسح رأس عبادة بن سعد بن عثمان الزرقي،
ودعا له، فمات وهو ابن ثمانين سنة، وما شاب.
ومن ذلك ما حدث به بشير بن عقربة الجهني
أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مسح رأسه، فكان أثر يده من رأسه
أسود، وسائره أبيض[4].
ومن ذلك ما حدث به أبو زيد الانصاري قال:
مسح رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيده على رأسي وقال: