الله، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله
فذكر الحديث[1].
ومن ذلك ما حدث به أبو أيوب الأنصاري قال:
صنعت لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهما،
فأتيتهما به، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اذهب
فادع ثلاثين من أشراف الانصار) قال: فشق ذلك علي، وقلت: ما عندي شئ أزيده، قال:
فكأني تثاقلت، فقال: (اذهب فأدع لي ثلاثين من أشراف الانصار)، فدعوتهم فجاؤوا،
فقال: اطعموا، فأكلوا حتى صدروا، ثم شهدوا أنه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبايعوه قبل أن يخرجوا.
ثم قال: اذهب فادع لي ستين من أشراف
الانصار، قال أبو أيوب: فوالله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين، قال: فدعوتهم
فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اطعموا فأكلوا حتى صدروا) ثم
شهدوا أنه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وبايعوه قبل أن يخرجوا.
ثم قال: (اذهب فادع لي تسعين من الانصار) فلأنا أجود بالتسعين مني
بالثلاثين، قال: فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا، ثم شهدوا أنه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبايعوه قبل أن يخرجوا فأكل من طعامي
ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الانصار[2].
ومن ذلك ما حدث به صهيب قال: صنعت لرسول
الله a طعاما فأتيته وهو في نفر من
أصحابه فقمت حياله، فلما نظر إلي أومأت إليه، فقال: (وهؤلاء) قلت لا مرتين يفعل
ذلك أو ثلاثا فقلت: نعم، وهؤلاء وإنما كان شيئا يسيرا صنعته لك فأكلوا وفضل منهم[3].
ومن ذلك ما ما حدثت به أم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن
قالت: رأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم صلى
في مسجدنا المغرب، فجئت إلى منزلي فجئته بعرق وأرغفة فقلت: بأبي وأمي تعش،
[1] رواه ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم
والبيهقي وأبو نعيم انظر: السيوطي في الدر المنثور 5 / 97.
[2] رواه الطبراني في الكبير:
4 / 221، 222 والبيهقي في الدلائل: 6 / 94 وابن عبد البر في التمهيد: 1 / 294،
ونظر: ابن البداية والنهاية: 6 / 127.