فقال لأصحابه: (كلوا بإسم الله)، فأكل
هو وأصحابه الذين جاؤوا معه، ومن كان حاضرا من أهل الدار، فو الذي نفسي بيده لرأيت
بعض العرق لم يتعرقه وعامة الخبز وإن القوم أربعون رجلا[1].
ومن ذلك ما حصل في غزوة تبوك،
حيث أطعم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم جيش المسلمين من طعام فئة قليلة
من الناس:
فعن ابن عباس قال: لما نزل رسول
الله a مر الظهران في عمرته بلغ أصحابه
أن قريشا تقول: ما يتباعثون من العجف، فقال أصحابه: لو انتحرنا من ظهورنا، فأكلنا
من لحمه وحسونا من مرقة لأصبحنا غدا ندخل على القوم وبنا جمامة فقال: (لا تفعلوا،
ولكن إجمعوا لي من أزوادكم)، فجمعوا له، وبسطوا الأنطاع، فأكلوا حتى تولوا، وحثا
كل واحد منهم في جرابه [2].
الأطعمة المباركة
قال رجل من الجمع: إن ما ذكرته
من بركات محمد لا يقل عما ذكر هذا القس عن بركات المسيح، فكيف لا تزعمون لنبيكم ما
يزعمون للمسيح؟
عبد القادر: نحن نعلم أن هذه
البركات فضل من فضل الله يهبه الله لمن يشاء من عباده، ولذلك نحن لا نجاوز بنبينا
قدره العظيم الذي أعطاه الله له، وهو قدر العبودية، فالعبودية أشرف مقام يصل إليه
العبد.