الصيف قل ماؤها وتفرقنا عن مياه
حولنا، وقد أسلمنا وكل من حولنا لنا عدو، فادع الله لنا في بئرنا، فيسقينا ماؤها،
فنجتمع عليها، ولا نتفرق.
فدعا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بسبع حصيات، فعركهن بيده، ودعا فيهن، ثم
قال: (اذهبوا بهذه الحصيات، فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة، واذكروا اسم
الله عز وجل)، قال: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا أن ننظر إلى قعرها (يعني
البئر)[1].
ومن
ذلك ما ورد من بركاته a على
بئر أنس، فعن أنس قال:
أتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم منزلنا، فسقيناه من بئر كانت
لنا في دارنا، وكانت تسمى في الجاهلية (النزور) فتفل فيها فكانت لا تنزح بعد.
ومن
ذلك ما ورد من بركاته a على
بئر الحديبية، فعن
البراء وسلمة بن الاكوع قالا: قدمنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحديبية، ونحن أربع عشرة مائة،
والحديبية بئر، فنزحناها، فلم نترك فيها قطرة، فقعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على شفيرها، قال البراء: وأتي بدلو فيه
ماء فبصق ودعا، ثم قال: (دعوها ساعة) وقال سلمة: فجاشت، فأرووا أنفسهم وركابهم
بالماء، فسقينا واستقينا)[2]
ومن
ذلك ما ورد من بركاته a على
بئر غرس[3]، فعن أنس قال: جئنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى قباء، فانتهى إلى بئر غرس، وإنه
ليستقى منه على حمار، ثم نقوم عامة النهار ما نجد فيها ماء، فمضمض في الدلو ورده،
فجاشت بالرواء[4].
[1] البيهقي في الدلائل: 4 /
127، 5 / 357 وابن كثير في البداية: 5 / 84.
[2] رواه البخاري ومسلم، وفي غير
روايتيهما من طريق ابن شهاب فأخرج سهما من كنانته فوضعه في قليب بئر ليس فيه ماء
فروى الناس حتى ضربوا بعطن خيامها.