ومن بركاته a المرتبطة بالمياه تكثيره الماء القليل،
فيكفي الجمع الكثير، وقد حصل ذلك مرات كثيرة:
ومنها ما حدث به أنس أن رسول
الله a كان في سفر، فقال لأبي قتادة: (أمعكم
ماء؟)، قلت: نعم، في ميضاة فيها شئ من ماء، قال: (ائت بها)، قال: فأتيته بها، فقال
لأصحابه: (تعالوا مسوا منها فتوضئوا)، وجعل يصب عليهم، فتوضأ القوم، وبقيت جرعة،
فقال: (يا أبا قتادة، احفظها، فإنها ستكون لها نبأ)
فذكر الحديث إلى أن قال: فقالوا:
يا رسول الله، هلكنا عطشنا، انقطعت الاعناق، فقال: (لا هلك عليكم)، ثم قال: (يا
أبا قتادة، ائت بالميضاة)، فأتيته بها، فقال: (أطلقوا لي غمري) - يعني قدحي -
فحللته فأتيته به، فجعل يصب فيه ويسقي الناس، فازدحم الناس، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أيها الناس أحسنوا الملا، فكلكم
سيروى)
فشرب القوم، وسقوا دوابهم
وركابهم وملئوا ما كان معهم من إداوة وقربة ومزادة حتى لم يبق غيري وغيره، قال: (اشرب
يا أبا قتادة)، قلت: اشرب أنت يا رسول الله، قال: (ساقي القوم آخرهم شربا)، فشربت،
وشرب بعدي، وبقي في الميضاة نحو مما كان فيها وهم يومئذ ثلاثمائة[1].
ومنها
ما حصل في غزوة هوازن، وذلك فيما حدث به سلمة بن الاكوع، فقال: غزونا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هوازن فأصابنا جهد شديد فأتى بشئ من ماء
في إداوة، فأمر بها فصبت في قدح، فجعلنا نتطهر حتى تطهرنا جميعا.