responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 119

الصراع

نظر إلى الأفق البعيد، وهو مشدوه، وراح يقول: في تلك الأيام التي ولدت فيها ببني عذرة لم أكن أسمع إلا أحاديث الحب.. كانت المجالس تردد كل حين:

هل العيش إلا أن تروح وتغتدي

وأنت بكأس العشق في الناس نشوان

وكان أساتذتنا الذين تربينا على أيديهم يحفظوننا قول الشاعر:

وما طابت الدنيا بغير محبة

وأي نعيم لامرئ غير عاشق

بل كانوا يقولون لمن رأوه مجادلا في هذا:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى

فأنت وعير في الفلاة سواء

ويقولون له:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى

فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

بل كان الأمر يصل أحيانا إلى سبه ببذيء الكلام، فيقولون:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى

فقم فاعتلف تبنا فأنت حمار

بل كانوا فوق ذلك كله يعتبرون الحب هو الدين الذي يغني عن كل دين، ولا يغني عنه أي دين، ويقولون في ذلك متغنين:

ما دنت بالحب إلا

والحب دين الكرام

ولذلك، فإن الأخلاق عندهم تنطلق من الحب، وقد قال في ذلك شاعرهم:

وما أحببتها فحشا ولكن

رأيت الحب أخلاق الكرام

وهم يعتبرونه مع ذلك الدنيا التي لا تغني عنها أي دنيا، ويقولون:

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست