ولهذا نهت الملائكة لوطا u عن خطاب قومه ودعوتهم، وجعلت سبب ذلك ما يقعون فيه من سكر الهوى،
قال تعالى :﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ
﴾(الحجر:72)
فلذة السكر يغيب معها
العقل الذي يعلم به القول ويحصل معه التمييز، كما قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا
تَقُولُونَ ﴾ (النساء: من الآية43)
فالآية الكريمة اعتبرت
الغاية التي يزول بها حكم السكر أن يعلم السكران ما يقول، فمتى لم يعلم ما يقول
فهو في السكر، فإذا علم ما يقول خرج عن حكمه.
قلت: أكل ذلك الحب الذي
تغنى به قومي من بني عذرة لم يكن إلا نشوة لا تختلف عن نشوة الخمر؟
قال: أجل.. وليس من
فرق بينهما إلا فارق زمني بسيط.. فنشوة الخمر تأثيرها يمتد ساعات، بينما نشوة الحب
الموهوم قد تمتد إلى سنوات.
قلت: وإلام تنتهي؟
قال: إلى ما تنتهي
إليه نشوة الخمر.. صداع في الرأس، وتهتك في الجسد، وانتكاسة في الروح، وجنون في
العقل..
قلت: فهذا الحب الذي
يتغنى به كل أولئك لا يعدوا أن يكون نوعا راقيا من أنواع المسكرات، أو صنفا ممتازا
من أصناف المخدارت!؟
قال: أجل.. فأي سكير
أو مدمن خمر يجد ما يجده المحب العاشق، فكلاهما قد يظفر