باللذة، وكلاهما يعيش عالم اللاوعي واللاعقل، وكلاهما في الأخير يزول عنه ذلك السكر بانتهاء مدة تأثيره.
الفرح:
قلت: عرفت هذا.. فحدثني عن الفرح.. عهدي بالمحبين يفرحون سويعات اللقاء، ثم يتحولون إلى الحزن الدائم المقيم.
قال: وحق لهم أن يحزنوا.. ألم تعلم أن القلب لا يجد سعادته، ولا لذته، ولا فرحه إلا بلقاء حبيبه؟
قلت: بلى.. وقد جربته..
قال: وتعلم أنك إن فرحت بشيء، ثم ضاع منك، أو غاب عنك، حزنت عليه بقدر فرحك به؟
قلت: أعلم ذلك.. وأحسب أن الكل يعلمه.
قال: وتعلم أنه إن كان في حبيبك ما يسوء وما يسر، فرحت بما سرك منه، واستأت بما ساءك منه؟
قلت: ذلك صحيح.. فما غرضك من كل هذا؟
قال: من الجنون أن تطلب الفرح واللذة والسعادة فيمن هذا حال حبه.
قلت: فما البديل لذلك؟
قال: الحب الذي لا يأتيك منه إلا الفرح والسعادة والرضى.. ذلك الحب الكامل الذي تجتمع فيه جميع لذات المحبين، وتموت عنده جميع هموم العاشقين..
ذلك الحب الذي يملأ جميع أركان القلب، ويستغرق جميع زوايا الوجدان..
ذلك الحب الذي يتوحد فيه الإنسان، فبشارك فيه العقل القلب، وتنسجم النفس فيه مع