قال: الله.. الله هو البديع
والجميل الذي لا يسكن القلب ولا يستقر إلا في محبته.
قلت: ولكنا لم نر الله.
قال: لم نره بأبصارنا القاصرة..
ولكنا يمكن أن نراه بكل لطائفنا.. بل يمكننا أن نصحبه.. ويكفي ذلك لأن نمتلئ عشقا
لجماله.
قلت: لا يزل ذهني كليلا دون فهم
هذا.
قال: ألسنا نقول في
أحاديثنا :( هذا خلق حسن.. وهذا علم حسن.. وهذه سيرة حسنة.. وهذه أخلاق جميلة)؟
قلت: بلى.. وصدقنا في ذلك..
فنحن نستشعر جمال هذه الأشياء.
قال: ألسنا نشعر بجاذبية
تربطنا ببعض الناس ممن التهم أجسادهم التراب؟
قلت: بلى.. فنحن نحب الكرماء
والرحماء والعلماء والأدباء.. الذين لا تحلو المجالس إلا بذكرهم، ولا المصنفات إلا
بأخبارهم، ولا الحياة إلا بعطر أزهارهم.
قال: فكيف بمن جمع كرم الكرماء
وحلم الحلماء وعلم العلماء.. ولم تكن في هذا الكون مكرمة ولا فضل ولا جمال إلا منه
وبه وله؟
قلت: أيوجد مثل هذا؟
قال: بل إن وجود هذا هو الوجود
الحقيقي الواجب.. وما عداه ظلال.
قلت: أين؟
قال: الله.. فالله هو الجميل
الذي حوى كل جمال، والكريم الذي حوى كل كرم، واللطيف الذي حوى كل لطف، والبديع
الذي حوى كل بديع.. ولو ظللنا على مقدار الأنفاس تعدد كمالات الله ما انتهينا..
لقد قال الشاعر الصالح يذكر ذلك: