لقد استطاع بمنهجه الفريد في
الإقناع[1] أن يعيد
لعقلي توازنه، وينفي عنه ذلك العقم والكسل الذي بذره فيه السفسطائيون.. لكن الأيام
لم تمهله.. فقد استطاع السفسطائيون أن يجرعوه السم الذي قضى على حياته قبل أن أكمل
مشوار تلمذتي عليه.
لقد كان رجلا شجاعا ومتواضعا..
استطاع أن يستبدل بالآراء الغامضة أفكارًا واضحة.. وكثيرًا ما كان يجادل بعض
أعيان أثينا، ويفضح ادعاءهم الفارغ للمعرفة والحكمة، مما سبب له العداوة بينهم،
فحُكم عليه بالموت بدعوى أنه يشكل خطرًا على الدولة، وبذلك أصبح رمزًا للفيلسوف
الذي يواصل باستمرار بحثه عن الحقيقة مهما كان الثمن..
بعد وفاته.. أو استشهاده.. بحثت
في دفاتره عما يروي عقلي من مياه الحقيقة.. فلم أجد في دفاتره ما يكفيني.. فرحت
أبحث عن تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه..
الاستذكارية:
في أثينا سمعت بمدرسة
كانت تتواجد بحدائق (أكاديموس).. كان اسمها (أكاديمية أفلاطون).. أسرعت أحث خطاي
إليها.. فوجدت بها رجلا ضخما كان الناس يطلقون عليه
[1] وذلك عن طريق أسئلة محكمة
صارمة متلاحقة، من نوع :ماذا تعني؟ كيف عرفت ذلك؟ إن هذا الإجراء الذي يسمى
الطريقة السقراطية مالبث أن أصبح من الطرائق الفلسفية النموذجية التي تُعنى
بالمناقشة والحوار.