لقب (أفلاطون
الإلهي)[1].. وكان هو
أستاذي الثاني بعد سقراط..
لقد ذكر لي عندما سألته عنه أنه
ـ مثلي ـ تتلمذ في بداياته على السفسطائيين وعلى كراتيلِس تلميذ
هراقليطس، قبل أن يرتبط بمعلِّمه سقراط في العشرين من عمره.. وأخبرني أنه نه تأثر كثيرًا بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط
وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل
استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة أساسًا للسياسة.. وهذا ما دفعه
للسفر إلى مصر.. ثم إلى جنوب إيطاليا، التي كانت تُعتبَر جزءًا من بلاد اليونان..
وهناك التقى بـالفيثاغوريين.. ثم انتقل إلى صقلية حيث قابل (ديونيسوس) ملك
(سيراكوسا) المستبد، على أمل أن يجعل من هذه المدينة دولة تحكمها الفلسفة.. لكنها
كانت تجربة فاشلة، سرعان ما دفعته إلى العودة إلى أثينا.. حيث أسَّس أكاديميته[2].
[1] أفلاطون (427؟ - 347؟ق.م) هو
فيلسوف ومعلم يوناني قديم، يُعَدُّ واحدًا من أهم المفكرين في تاريخ الثقافة
الغربية.. وُلد في واحدة من أعرق
العائلات في أثينا، وتنحدر أمه من نسل المشرع الأثيني الكبير سولون، وكلمة أفلاطون
كنية تعني ذا الكتفين العريضتين، أما اسمه الحقيقي فهو أرستوكليس.
كان
يرغب في شبابه أن يكون رجل سياسة، وفي عام 404 ق.م، نصَّب مجموعة من الأثرياء
أنفسهم حكامًا مستبدين على أثينا، ودعوه للانضمام إليهم إلا أنه رفض لاشمئزازه من
ممارساتهم القاسية اللاأخلاقية. وعندما أطاح الأثينيون بالحكام المستبدين في عام
403ق.م. وأقاموا حكومة ديمقراطية أعاد أفلاطون النظر في الدخول إلى ميدان السياسة،
لكنه تراجع عن ذلك بعد الحكم بإعدام صديقه سقراط في عام 399 ق.م. وبعدها غادر
أثينا في أسفار امتدت عدة سنين.
عاد
أفلاطون إلى أثينا عام 387ق.م حيث أسس مدرسة للفلسفة والعلوم عُرِفَت باسم
الأكاديمية، وكان الفيلسوف الشهير أرسطو أبرز تلاميذه.
من
أشهر مؤلفاته (المحاورات)، وقد اهتمت محاورات أفلاطون باستعراض ونقد الآراء
الفلسفية، حيث كانت شخصيات محاوراته تتناول المسائل الفلسفية وتتجادل حول الجوانب
المتعارضة لموضوع ما. وقد تميزت المحاورات بقيمة أدبية عالية إلى الحد الذي جعل
الكثيرين من العلماء يعدون أفلاطون أعظم من كتب بالنثر في اللغة اليونانية وواحدًا
من أعظمهم في أي لغة أخرى.. (انظر: الموسوعة العربية العالمية)
[2]لكن هذا لم يمنعه من معاودة
الكرة مرات أخرى لتأسيس مدينته الفاضلة في سيراكوسا في ظلِّ حكم مليكها الجديد
ديونيسوس الشاب، ففشل أيضًا في محاولاته؛ الأمر الذي أقنعه بالاستقرار نهائيًّا في
أثينا حيث أنهى حياته محاطًا بتلاميذه.