responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 195

في هذه المادة، وهبطت إلى عالم الجسد.

قلت: فكيف يمكن للإنسان أن يستعيد ذكرياته السعيدة في تلك العوالم الجميلة؟

قال: هذا هو منهجي الذي خصصت به.. وأسست هذه الأكاديمية من أجله.

قلت: لم أفهم.

قال: لقد وجدت من خلال حواراتي أن أقل تنبه يكفي الإنسان لتذكر ما كان قد نسيه، فيعود لمعرفة الحقائق التي عرفها في عالم المثل.. يمكنك أن تسمي هذه النظرية (النظرية الاستذكارية).. لأن الفكر، فيها، ليس سوى استعادة المعلومات، والعلم ليس الا استعادة المحفوظات المنسية[1].

قلت: فأنت ترى أن العلم صفة ذاتية في روح الإنسان؟

قال: أجل.. وأرى أن العقل البشري أسمى من أن يعرف الحقائق الجزئية، بل إنه يعرف الكليات؛ أي المثل العامة فقط.. فهو يعرف من الأشياء حقائقها لا أعيانها.

قلت: قد أسلم لك بأن للأرواح وجودا قبل وجود الأجسام [2].. ولكن كيف تعتبر العلم صفة أصيلة في ذات الإنسان، ولسيت صفة طارئة عليه؟

قال: وما الذي يمنع من اعتباره كذلك؟


[1]شرح أفلاطون في كتابه (فيدروس) عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم.. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية.

وقد عبر عن نظريته (نظرية التذكُّر) بشكل رئيسي في كتابه (مينون) من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي توصل لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.

[2] ويدل لهذا من القرآن الكريم قوله تعالى :﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (لأعراف:172)

ويروي الإمامية في هذا حديثا يقول فيه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام) (بحار الانوار،ج58،ص132)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست