responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201

الشديدة، ولكن العقل لا يتردد في أن ذلك احساس باطل لأنه يتقارن مع عوارض المرض، مما يدل على زيف الإحساس.

وهكذا رأيت أن كل مقارنة تنطوي على مجموعة من الأحكام العقلية التي لم نعد نلتفت اليها لسرعة تحققها وشدة وضوحها.. فبالمقارنة ـ مثلا ـ بين ما نحس به وأحاسيس الآخرين نرى أنها تنطوي على الحكم الواضح الذي لا نرتاب فيه، وهو أن ما أحس به إن كان هو الواقع وجب ألا يختلف فيه حس الآخرين لأنهما من طبيعة واحدة، وتكشفان عن حقيقة واحدة. فلابد أن يكون الاختلاف بسبب آخر هو المرض والخطأ وما أشبه ذلك.. وبدون العقل من أين نعرف ان الحقيقة واحدة، أو ان الحقيقة الواحدة لا تبث الا لونا واحدا من الإحساس عندي وعند الآخرين، أو ان للإختلاف سببا خارجيا. فلماذا لا يكون الشيء بلا سبب؟

قلنا: أهذا فقط ما جعلك لا تكتفي بما علمك إياه أستاذك أرسطو؟

قال: ليس هذا فقط.. هناك شيء آخر.. لقد رأيت أن أرسطو ينزع منزع أستاذه أفلاطون في اعتبار النفس تسير في نمو ذاتي حتى تصل إلى العلم.. وبذلك يكون العقل وليدا طبيعيا للنفس ضمن حركة جوهرية تكاملية.

وهذا ليس بصحيح.. فإنه إذا كانت حركة النفس إلى أعلى بصورة مستمرة، فكيف تنتكس حتى لا تعلم بعد علم شيئا، وكيف ينسى الإنسان أشياء عرفها، وكيف لا يعلم أشياء يجهلها بصورة طبيعية، بل كيف يكون محتاجا إلى المعلم[1]؟

وفوق ذلك كله.. فقد رأيت أن المنطق الذي دعاني إلى تعلمه لا يكاد يغني عني شيئا.

قلنا: كيف ذلك؟

قال: لقد رأيت أنه يرى بأن التصورات لا تنال إلا بالحدود.. وأن الحد هو المركب من


[1] سنرى المزيد من الردود في خلال هذا الفصل.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست