responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220

الأشياء أربعة لا خامس لها..

أما أولها.. وأدناها فهي ما نتلقاه من أفواه الناس.. كمعرفتنا مثلا بيوم ميلادنا..

وأما ثانيها.. فالتجربة المجملة.. كمعرفة الناس ـ بعد التجربة ـ أن النفط مما يحترق.

وأما ثالثها.. فمعرفة الرابطة بين الجزئيات والكليات.. كما نعلم بالحرارة بعد العلم بوجود النار.. وهذا الطريق أفضل من الطرق التي سبقته.

وأما رابعها.. وأعلاها.. فهو الوجدان الذاتي والشهود الشخصي.. وهو طريق لا يأتيه الخطأ، لأنه منطبق مع المعلوم، ويأتي بعلاقة مباشرة بين الفرد والمعلوم، ولذلك فهو موجب لليقين، وهو يتعلق بالبسائط والمبادئ الأولية، وموارده قليلة جدا[1].

قلت: لم كان كذلك؟

قال: لأن العلم بالبسائط.. أي بالطريق الوجداني.. واضح ومحدد وموافق مع المعلوم الخارجي، ولسنا بحاجة إلى حجة تدل على صحته.. ولهذا فلسنا بحاجة إلى البحث عن منهج صحيح للمعرفة.. فالمعرفة هي بذاتها دليل على صحتها، وعلى صحة الطريق المؤدي إليها، لا العكس… وبالتالي فإن العلم هو طريق العلم.. العلم بالواقع طريق العلم بذلك المنهج الذي يوصلنا اليه، أي على ضوئه نستطيع معرفة المنهج المؤدي إليه وإلى غيره.

قلت: إن هذا يستدعي البحث عن حقيقة واضحة جدا ومتميزة تماما عن الباطل.

قال: أجل.. فلا يمكن أن تؤسس الحقائق إلا على الحقائق.. وكلما كانت الحقيقية واضحة أكثر وضوحا، وأشد تمييزا عن الباطل كانت أفضل.. لأن أساس العلم آنئذ يكون أكثر


[1] أنشأ سبينوزا منظومة فلسفية على منوال الهندسة، إذ حاول أن يستخلص الاستنتاجات الفلسفية من عدد محدود من البديهيات المركزية؛ أي التي تفترض أنها من الحقائق المسلم بها، وكذلك من التعاريف.. وهو يُعد من دعاة الفلسفة الآلية لأنه يرى أن كل شيء في الكون مقدر حتمًا، وكان هدفه الأساسي ذا طابع أخلاقي، حيث أراد أن يشرح كيف يمكن للإنسان أن يكون حرًا عاقلاً راضيًا مرضيًا في هذا العالم الذي تسيِّره الحتمية.

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست