responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 221

رسوخا، ويكون العلم النابع منه أشمل إحاطة بالحياة.

قلت، وقد هزني الفرح: فما هو ذلك العلم الأول الذي يتعلق بأوسع الأشياء إحاطة وأسماها رتبة؟

قال: إنه العلم بالله الذي يهدي إلى كل علم.. فعلى ضوئه نتعرف على المنهج الصحيح ونبلغ به جميع الأشياء.

قلت: ومن هو الله؟.. وكيف نصل إليه؟

قال: ليس الإله كائنًا فوق البشر.. وليس هو الذي خلق الكون.. وليس هو الذي تذهب إليه الديانات.. وليس هو الذي ينشغل بمصير البشر، ويرسل لهم العلامات والرسائل.

قلت: فمن هو إذن؟

قال لي بلغته اللاتينية: ديوس سيفي ناتورا (Deus sive natura)

قلت: تقصد (الإله أي الطبيعة)

قال: أجل.. فبما أن الطبيعة هي النظام الكلي للأشياء.. فإن الإله هو النظام الكلي للأشياء[1].


[1]ذكر المسيري أن إسبينوزا استخدم للتفرقة بين تصوري الإله والطبيعة تعبيرين لاتينيين (ناتورا ناتورانز natura naturans)، أي (الطبيعة الطابعة)، و(ناتورا ناتوراتا natura naturata)، أي (الطبيعة المطبوعة)، والطبيعة الطابعة هي النظام الشامل للأشياء من حيث هو ذو وجود ضروري، ولا يمكن أن يتم تصوُّره بغيره لأن شيئاً لا يخرج عنه، كما أن العلة كامنة فيه باطنة، أي لا يتحكم فيه شيء خارج عنه. أما الطبيعة المطبوعة، فهي الأوجه الجزئية أو المكوِّنات الموجودة في العالم من حيث هي تعبير جزئي عن صفات الجوهر الشاملة. ويمكن القول بأن (الطبيعة الطابعة) هي الإله/الطبيعة في حالة اكتمال، أما الطبيعة/المطبوعة فهي الإله/الطبيعة في حالة صيرورة آخذاً في التحقق في المادة (وهذا يقابل العقل المطلق عند هيجل ثم تحقُّقه من خلال الجدل داخل الطبيعة إلى أن يكتمل في نهاية التاريخ) (انظر: الموسوعة اليهودية)

وبهذا، ردَّ إسبينوزا العالم بأسره، في ثباته وحركته، إلى مبدأ واحد، وهذا المبدأ هو القوة الدافعة للمادة والسارية في الأجسام، الكامنة فيها، والتي تتخلل ثناياها وتضبط وجودها، قوة لا تتجزأ ولا يتجاوزها شيء ولا يعلو عليها أحد، وهي النظام الضروري والكلي للأشياء، نظام ليس فوق الطبيعة وحسب ولكنه فوق الإنسان أيضاً. ويُسمي دعاة وحدة الوجود الروحية هذا المبدأ (الإله) ويسميه دعاة وحدة الوجود المادية (الطبيعة)، ويكتشف إسبينوزا التقابل بين شكلي وحدة الوجود ويؤكد هذه الحقيقة الأساسية بالنسبة لمنظومته الفلسفية في عبارته اللاتينية الشهيرة (ديوس سيفي ناتورا Deus sive natura) وهي عبارة تعني (الإله أي الطبيعة) والطبيعة هي النظام الكلي للأشياء، ومن ثم فإن الإله هو النظام الكلي للأشياء.. (انظر: الموسوعة اليهودية، للمسيري)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست