responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239

وضالتك عندي..

استبشرت كثيرا لقوله هذا، وطلبت منه أن يبين لي الآلية التي أدرك بها الحقائق، فقال: لتفهم تلك الآلية تحتاج إلى معرفة ثلاثة معانٍ كبرى.. هي الفكرة، والروح، والطبيعة.. وهذه المعاني الثلاثة ترجع إلى معنى واحد هو المطلق.. والمطلق هو الذات الكلية التي تنتظم كل شيء، وكل الأشياء إنما هي تطور ونمو ديالكتيكي لهذه الذات الكلية.

قلت: فكيف نصل إلى هذه الذات الكلية؟

قال: لن تصل إليها حتى تعرف أن حركة التغير والتطور تسير وفق دورات لولبية صاعدة، كل دورة منها ذات ثلاث مراحل، أما أولاها، فسميتها (الطريحة) أو (أطروحة).. وأما الثانية، فسميتها (النقيضة) أو (النفي).. وأما الثالثة، فسميتها (الجميعة) أو (نفي النفي)، أو (التركيب)[1]

والحركة الجدلية في هذا المطلق الذي هو الذات الكلية، تنطوي على ثلاث مراحل في ثلاث لحظات، هي الوضع الأول، ثم انقلابه إلى نقيضه، ثم مركب الوضع ونقيضه بعد توحدهما بسقوط التناقض بينهما، وارتفاعهما بهذا التوحد إلى ما هو أسمى من الوضع ونقيضه.

وهكذا دواليك تتكرر حركة الجدلية، فيكون في الأشياء كلها تطور ونمو.

أي أن الحالة الأولى التي يكون عليها المطلق، أو تكون عليها الفكرة، أو الروح، أو الطبيعة، أو الكائن الطبيعي، أو المجتمع الإنساني.. وهي الحالة التي أسميها (الطريحة) تتفاعل مع أضدادها ونقائضها، فتنقلب إلى الطرف الآخر الذي تقع فيه أضدادها أو نقائضها، وبذلك يتم التحول إلى الحالة الثانية، وهي الحالة التي أسميها (النقيضة).. ثم تتفاعل الحالة الثانية مع


[1] قد تختلف الألفاظ المعبرة عن هذه المراحل عن المعرفين بجدلية (هيجل) مثل التعبير التالي : (الوضع، ونفيه، ومؤتلف الوضع ونفيه)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست