responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 244

المنظَّم، ورغم تصاريفه الهادفة إلى غاية مثالية عظيمة، والتي لا يلاحظ فيها أية عشوائية، أو أي تخبط على غير هدى، بخلاف حال المصادفات.

قلنا: فكيف فسر الكون بجدليته هذه؟

قال: لقد ذكر لي أن مادة الكون الأولى قد تطورت تطوراً ذاتياً، ضمن نظام (جدلية هيجل) حتى تكامل للكون نظامه الرائع.. ثم ظهرت في الأرض الحياة نتيجة لحركة التطور وفق الجدلية.. ثم ظهر الإنسان بالتطور الذاتي، وتدرج في كماله حتى بلغ وضعه الحالي المشاهد..

وذكر لي أن تطور المادة يخضع لعوامل ونظم من المادة نفسها، يفهمها الإنسان منها بعد وقوعها.. وأن تطورات الكون لا تخضع مطلقاً لخطة فرضت عليها من خارجها مسير لها، مدبر لأمرها، بل تخضع لقوانين حركة المادة.

السلام

قلنا: فإلى من لجأت بعده؟

قال: لم ألجأ إلى أحد.. لقد جرفني تيار الدياليكتيكية بسياطه.. إلى أن أسلمني اليأس إلى ما أسلمكم إليه.

قلنا: الانتحار!؟

قال: أجل.. فقد وجد عقلي ـ الذي لا أستطيع العيش من دونه ـ نفسه خاويا.. فراح يطالبني بالخلاص.. ولم أجد الخلاص إلا في الموت.

قلنا: كيف كان ذلك؟

قال: في تلك الأيام كنت في باريس منشغلا بالتفرج على مسرحيات (صمويل بيكيت) الأيرلندي و(أوجين يونسكو) الروماني زعيمي حركة اللامعقول.. وفجأة.. وبعد أن رأيت ما رأيت من حقارة حياة العقل.. وبعد أن ذقت من شراب اللامعقول ما ذقت.. أصابتني إغماءة

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست