الموت.. التي أعقبت صيحة شديدة
تعالت أصداؤها في كل مكان.. ولم ينقذني منها إلا ذلك النور والسلام الذي حدثتكم
عنه.. والذي جئت إلى هذه البلاد باحثا عنه.
قلنا: كيف تم ذلك؟
قال: في المسرح الذي أهين فيه
العقل.. والذي أصابتني فيه إغماءة الموت التي كادت تقضي علي.. هرع الكل لإنقاذي
مستعملين كل وسائلهم وأساليبهم وأسبابهم.. لكنهم جميعا لم يرتدوا إلا بالفشل الذريع.
لكن رجلا ظهر في ذلك الحين..
لست أدري هل كان معنا في المسرح يتفرج على ما نتفرج عليه.. أم أنه سمع صيحتي
القوية.. فأسرع لإنقاذي..
اقترب مني.. ثم راح يرتل هذه
الآية من القرآن [1]
:﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ
وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاًO (الاسراء:36)
ثم يعقبها بآية أخرى تقول
:﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ
شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَO (النحل:78)